حذار من الويب المظلم

 إن من أخطر المخاطر في الإنترنت هو ما يعرف بالويب المظلم (Dark Web)، وهو جزء من شبكة الانترنت غير متاح للجميع ولا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث العادية مثل قوقل وبينق وياهو وغيرها. وهو ملئ بالإجرام والشر ولا ينصح بدخوله أو البحث عنه لخطورته، ولأن كثير من دخله انتهى الأمر بهم إلى القتل أو الوقوع في متاهات شيطانية.

وهناك ثلاث طبقات للويب، تبدو في شكل هرم. أعلاها في قمة الهرم وهو الويب السطحي (Surface Web). وهو ما يظهر منها لعامة مستخدمي الويب. ويمكن الوصول إليه بسهولة بمحركات البحث، وليس فيه معلومات سرية عادة. بينما الطبقتين الأخيرتين مُخفاتين عن المستخدم العادي للويب. والطبقة الوسطى تسمي الإنترنت العميق (Deep Web). ولا يتم فهرسة محتواها بمحركات البحث، وعادة تكون بها معلومات سرية مثل بيانات الخدمات المصرفية أو نحوها. ويمكن الوصول إليها برابط مباشر (URL) أو (IP). وأما الجزء الخطير فيوجد في قاع الهرم ويسمى الويب المظلم (Dark Web). ولا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام برنامج (TOR). وهو غير مفهرس، حيث تحجبه محركات البحث[1]،وبرامج الأمان مثل (Kaspersky) و(McAFee) و(Avast)، ونحوها ... وذلك لما يُرتكب فيه كثير من جرائم فظيعة.

والإنترنت المظلم هو شبكة سرية تتكون من مجموعة كبيرة من المواقع غير المفهرسة في محركات البحث وتحدث فيها نشاطات غير قانونية وجرائم شيطانية شنيعة تصل لحد القتل. وهو يعمل في المقام الأول كأسواق سوداء، لبيع أو سمسرة الممنوعات مثل المخدرات والأسلحة والعملة المزيفة وأرقام بطاقات الائتمان المسروقة والوثائق المزورة والأدوية غير المرخصة والمنشطات والسلع غير القانونية. وأذكر قصة قرأتها في أحد صفحات الويب عن الويب المظلم على سبيل المثال وقيل إنها حدثت حقيقة: وهي إعلان أحدهم في الويب المظلم أنه يريد أن يأكل إنسان آخر، ويطلب متبرع!! والأسوأ انه وجد ضالته ولبَّى له أحد الضائعين في ذلك الويب. وبالفعل تمت العملية أمام الكاميرا وتم تسجيل الرجل يأكل الرجل – ولا حول ولا قوة إلا بالله. فالحمد لله على نعمة الإسلام. فبينما تغرق البشرية في ضلالها، هدانا الله واختارنا من بين خلقه لنحمل رسالته، ونكون سالمين مسالمين، ندرى لما أتينا، ومن أين جئنا، ونسأل الله أن يكون المستقر والملتقى هو الجنة.

الانترنت المظلم من منظور مقاصد القرآن:

  • من التعريفات السابقة نري بوضوح ان الويب المظلم ما هو إلا مرتع للفسق والفجور وعبادة الشيطان. والأفضل للشعوب المسلمة البعد عنه والسلامة. وأما من سلك فيه طريق الغواية والاجرام فلينتظر الوعيد فيه. واعلم ان إيذاء الناس واستغلالهم وتعذيبهم حرام ولا يقدم عليه الا الأشرار، وهو مهلكة توعد صاحبها بالعذاب والطرد من رحمة الله. قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْارض فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْارض ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[2]. وهو بذلك يتناقض مع مقصد تشريع أحكام.
  • الإنترنت المظلم ليس فيه رحمة، بل فيه القتل والغدر والفجور وغيرها من مساوئ الأخلاق، فهو يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.
  • الإنترنت المظلم ليس فيه تقية لوعيد الله، بل به الانكباب على المعاصي، وهو يتناقض مع مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.
  • الإنترنت المظلم ليس فيه اتعاظ بمن هلك من الأمم السابقة في قصص القرآن التي سلكت طريق المعاصي، وهو يتناقض مع مقصد الموعظة من قصص القرآن الكريم.
  • الانترنت المظلم فيه من المفاسد التي تخل بتوازن المجتمع ويتعارض مع مقصد سياسة الأمة ومقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية.

النصائح والضوابط المقترحة:

  • يجب البعد عن الويب المظلم والحذر من دخوله ولو من باب الاستطلاع. فالجرائم التي تجري فيه لا حدود لها وليس في مقدور أي حكومة أو سلطة على الأرض التحكم فيها. وهو يعج بشياطين الإنس والجن.
  • البعد عن المواقع الشريرة في الويب المظلم. ومن أمثلتها مواقع بيع الأسلحة والأوراق المزورة والتجارة بالبشر ونحوها.

 


-------------------- 

[1]  cisoplatform.com

[2] سورة المائدة، آية ٣٣.